مزارع لبنان تتحول إلى التقنيات الحديثة

البوابة العربية لأخبار الفلاحة

بعد اعتماد المزارع اللبناني طوني شديد ولسنوات طويلة الطريقة التقليدية في حراثة بساتينه المزروعة بأشجار الفاكهة من دراق، ومشمش، وكرمة في منطقة القاع – البقاع الشمالي، نجح ابنه المهندس الزراعي إيلي، 26 عاماً، بإقناعه للتحول إلى الزراعة الحافظة لموارد ومعادن التربة.

فالزراعة الحافظة لموارد التربة الطبيعية، من معادن ومياه، مفهوم جديد في لبنان أعلنت عن اعتماده رسمياً كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت ووزارة الزراعة، بعد سلسلة تجارب وأبحاث ناجحة أجرتها منذ 2007 إلى اليوم، بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية اللبنانية.

وهذه التقنية، بحسب المتخصص في علم التربة وتغذية النبات في الجامعة الأميركية، البروفسور عصام بشور، “تشجع على إدارة أفضل للتربة السطحية لجعلها عضوية وغنية”.

وقال بشور الذي قاد الأبحاث حول هذا الموضوع، “إن هذه الطريقة تركز على الزراعة المستدامة، وتحافظ على البيئة، والإنتاج الجيد للمحاصيل، وتؤمن دورة زراعية جيدة. فهذه التقنية لا تسمح بجرف التربة مما يمنع من تدهورها”.

وبعدما كان المزارع يعمد إلى حراثة أرضه، فتنعيم تربتها ليزرعها بما يريد من بذور، بات بإمكانه اليوم التخلي عن كل ذلك باستعماله آلة تشق الأرض وتنثر بالوقت نفسه البذور، وفق ما يوضح بشور.

هذه التجربة التي أثبتت فعاليتها في زراعة الشعير والذرة، ومؤخراً شجرة الزيتون والأشجار المثمرة، يعتبرها بشور تقنية تساعد المزارع على توفير الوقت والجهد، وتخفض من اليد العاملة وكلفتها المادية، كما وتوفر من استخدام الوقود وتحافظ على البيئة والمياه الجوفية.

تجربة تنمو

وبدأت التجربة في 40 هكتاراً في البقاعين الأوسط والشمالي، وفق بشور، لتتوسع اليوم إلى 20 ألف هكتار من أصل حوالي 250 ألف هكتار، مساحة لبنان الزراعية.

ويشير إلى أن وزارة الزراعة قررت إجراء تجارب في 28 نقطة زراعية بمعدل ثلاثة مزارعين في كل مركز بهدف تعميمها في مرحلة لاحقة في كل لبنان.

ويقول المهندس الزراعي إيلي شديد للشرفة “لدينا 1400 هكتار في القاع مزروعة بأشجار الدراق والمشمش والكرمة، وقد زاد إنتاجنا بعد اعتمادنا للزراعة الحافظة، مقابل توفيرنا كلفة اليد العاملة، وكلفة الفلاحة والمازوت”.

ويوضح أنه في حين هناك تنوعات في تقنيات هذه الزراعة، فإن أهم ما قدمته للمزارع التوفير في المياه، خصوصاً وأن القاع منطقة شبه صحراوية وتعاني نقصاً حاداً بالمياه، لاسيما مياه الري. ويضيف شديد “الزراعة الحافظة للموارد تسمح للتربة بحفظ المياه في جوف الأرض، فتبقي التربة رطبة”.

من جهته، يؤكد رئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية المتخصصة بإجراء البحوث الزراعية وتوجيه وإرشاد المزارعين تحت إشراف وزارة الزراعة، المهندس ميشال إفرام، للشرفة أن “الزراعة الحافظة تقنية جيدة، واعتمادها ضروري في بعض المناطق الزراعية، لاسيما تلك التي تعاني شحاً بالمياه”.

ويمكن اعتماد هذه الزراعة في كل المحاصيل الحبوبية، والأشجار المثمرة، وفقا لإفرام الذي يلفت إلى تجاوب المزارعين البقاعيين معها في زراعة القمح والذرة.

وقد اشترت المصلحة آلات خاصة للزراعة الحافظة لوضعها بتصرف الراغبين من المزارعين، وفقا له.

المصدر: http://al-shorfa.com/ar/articles/meii/features/2013/10/10/feature-02

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *