المغــــــرب يحتفي بعروس الفواكه الحمــــــــراء

المغــــــرب يحتفي بعروس الفواكه الحمــــــــراء

ينتظر المزارع موسما كاملا من العمل والكد موسم الجني، فاذا كان المحصول مجزيا تبدأ الفرحة منذ أول يوم في العمل الىآخره، وتختلف أيام الزرع عن أيام الجني، إذ تبدأ الأولى بالأمنيات والمخاوف، وتبدأ الثانية بالكد والفرح، تماما كما في جني محصول الفراولة في المغرب، الفاكهة التي أصبح لها مهرجان سنوي في مدينة مولاي بوسلهام .

يعرض مزارعو توت الأرض (الفراولة) في المغرب محصولهم في مهرجان سنوي يحتفلون فيه بالفاكهة حمراء اللون، لذيذة الطعم، لكن منظمي المهرجان يقولون إن دفء شتاء هذا العام على غير العادة ساعد على منافسة الإنتاج الأسباني من الفراولة للإنتاج المغربي، الأمر الذي يؤثر على صادرات الرباط للاتحاد الأوروبي.

ويُقام معرض الفراولة في مدينة مولاي بوسلهام الساحلية بهدف اطلاع مزارعيها في المغرب على أحدث طرق إنتاجها وحفظها.

ويقول عبدالكريم نعمان مدير المهرجان إن “المهرجان يهدف إلى تثمين منتوج الفواكه الحمراء خدمة للتنمية الاقتصادية والتراثية والبشرية بالمنطقة، وتأهيل الفلاح والمستثمر المغربي، تماشيا مع برنامج مخطط المغرب الأخضر من خلال تشجيع البحث الزراعي في مجال الفواكه الحمراء”.

ويعتبر المهرجان، الذي يوفر زيارات ميدانية لضيعات فلاحية، فرصة للوقوف على مؤهلاتها الفلاحية والتكنولوجيا المستعملة في إنتاج فاكهة توت الأرض، والتعرف على الأصناف المغروسة، وتذوق هذه الفاكهة، للوقوف على جودتها، وزيارة لمحطات تلفيف وتجميد هذه الفاكهة الحمراء.

وكان المستعمرون الفرنسيون هم الذين أدخلوا زراعة الفراولة إلى المغرب خلال الخمسينات، لكن إنتاج الفراولة بدأ بشكل جدي في السبعينات واقتصر على الشمال الغربي حيث توجد التربة الرملية والكثير من المياه.

ويوجد نحو 300 من مزارعي الفراولة في الشمال الغربي يعملون بالتوافق مع 20 شركة لتعبئة وتصدير المحصول إلى 30 بلدا في مقدمتها دول في الاتحاد الأوروبي. ويعمل في زراعة الفراولة بالمغرب 30 ألف عامل معظمهم نساء فقيرات يعملن في جمع المحصول.

وتسعى إدارة المهرجان إلى توعية المنتجين، ومعظمهم من صغار المزارعين، بأفضل أساليب الري وبمخاطر الإفراط في استخدام المواد الكيماوية في الزراعة، علما بأن مزارعي الفراولة في المغرب يتميزون بعدم استخدام المبيدات خلافا لنظرائهم في أوروبا.

ومن فوائد ومميزات منتوج الفواكه الحمراء، المشهود لها علميا بفوائدها الصحية، كونها تكافح الأكسدة في الجسم وتمنحه الطاقة والمناعة الضروريتين لبنائه. وتفيد إحصاءات وزارة الفلاحة والصيد البحري بأن المغرب كان أحد أكبر مصدري الفراولة في 2014.

وأوضح منظمو المهرجان أنه بينما كان مزارعو الفراولة في المغرب يستفيدون من المناخ ليصبحوا أوائل من يُصدرون إنتاجهم إلى الخارج، تسبب دفء موسم الشتاء هذا العام في نضح فاكهتهم مع فاكهة المزارعين الأسبان في وقت واحد ونزولها إلى الأسواق قبل الموعد بشكل متزامن.

وقال نعمان “أثرت التغيرات المناخية على إنتاج توت الأرض هذا الموسم من ناحية التسويق، لأنه تزامن مع توت الأرض الأسباني. والمغرب لم يصدر الكمية المعهودة إلى الاتحاد الأوروبي كالسنوات الماضية وهذا راجع إلى التغيرات المناخية”.

وأضاف أنه وبالرغم من تضرر بعض الفلاحين من هذا الإنتاج المتزامن للتوت الأرضي، إلا أنه في المقابل سمح بوصول الفاكهة إلى مدن مغربية، كان المنتوج الوطني لا يصل إليها في العادة، وخاصة جنوب المغرب.

وقال مشرف إنتاج في مزرعة فراولة يدعى الحسن شاكر إن الأسعار مستقرة، مضيفا “نبيع جزءا من منتوجنا في السوق المحلي، كما نصدر جزءا آخر إلى الخارج. هذا العام كان المنتوج متوفرا نظرا للطقس الذي تميز بحرارته خلال شهري نوفمبر وديسمبر، كان الإنتاج في نفس الوقت في أسبانيا وأوروبا وكان هنالك مشكل في الأسعار. حاليا وصلنا إلى مرحلة التصنيع حيث تستقر الأسعار”.

وقال مصدرون إن انخفاض حصتهم من الفراولة في السوق الأوروبي لا يثير قلقهم وإنهم يبحثون عن أسواق بديلة مثل أسواق الخليج.

وقال منتج ومصدر للفراولة يدعى جلال مسرار إن المُصدرين المحليين لا يتنافسون من أجل دخول ذات السوق.

وأضاف “عندما نجد صعوبة في سوق ما فإننا نبحث عن أسواق أخرى. هذه السنة السوق الداخلي كان لا بأس به واتجهنا إلى دول الخليج التي كانت أحسن من الدول الأوروبية، إلا أنها لم تأخذ كميات كبيرة لكننا حاولنا أن نحصل على توازن”.

ويعد مهرجان الفراولة السنوي فرصة للسكان المحليين لتذوق عينات من الفاكهة، والاحتفال بمحصول جرى إنتاجه محليا .

المصدر : موقع مملكتنا.م.ش.س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *