المغرب والهند يرغبان في تكثيف شراكتهما الفلاحية من أجل أمن غذائي مستدام

نيودلهي 20 نونبر 2013 /ومع/أكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة الهندية أسيش باهوكونا ،أن التعاون بين المغرب و الهند من أجل تحسين الإنتاجية الزراعية ،ولاسيما في قطاع البقوليات، يمكن أن يشكل نموذجا للشراكة جنوب-جنوب وصولا لتحقيق أمن غذائي مستدام .

وأكد القائمون على مشروع نموذجي تم إطلاقه منذ بضع سنوات ،بمبادرة من مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، والذين عقدوا اجتماعا أمس الثلاثاء بنيودلهي، أن حوالي 6000 من صغار المزارعين بولاية كارناتاكا ، جنوب شبه القارة ، يستشعرون اليوم الاثر الإيجابي لهذا المشروع على مستوى تحسين الانتاجية وظروف حياتهم وحياة تجمعاتهم .

ويقوم هذا المشروع المقام أساسا بشراكة بين تجمع المهنيين الفلاحيين بالهند والمعهد الوطني للبحث الزراعي ،على إدخال تقنيات حديثة للإنتاج والتسويق وتعزيز الحكامة الجيدة .

وأكد الخبراء المغاربة والهنود الحاضرون في هذا الاجتماع ، أنه تم التركيز في هذا المشروع على حماية وتحسين جودة التربة والإنتاج، واستخدام البذور الملائمة والتكنولوجيا الجديدة للاعلام والاتصال من أجل تهيئة ظروف التعبئه والتخزين والبيع.

وكدليل على نجاح هذه المبادرة الاولى، فإنه يتم تنفيذ برنامج تعاون أكثر طموحا بين الجانبين منذ عام 2012 ،ويهم تعزيز الامن الغذائي وتحسين الدخل وفرص الشغل ودعم المنظمات الزراعية.

وبحلول سنة 2016 ، سيستفيد من هذا المشروع حوالي 15 ألف فلاح في سبع ولايات هندية في أفق تحسين انتاج البقوليات بنسبة تتراوح بين 15 الى 20 في المائة ، وتحسين الاستهلاك ومداخيل الاسر وكذا تعزيز فرص الشغل وبالخصوص عبر إنشاء مقاولات البذور في المناطق المستهدفة.

وأوضحت مديرة الشراكات بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ،أن هذه البرامج ،تندرج في سياق المسؤولية الاجتماعية للمجموعة ومؤسستها في ما يتصل بدعم قضايا الأمن الغذائي على المستوى العالمي ،وكذا التنمية البشرية في بلدان الجنوب. وذكرت بهذا الخصوص، أن السنوات الاخيرة شهدت تراجعا ملموسا في إنتاج البقوليات في الهند كما في المغرب.

وبحسب الكاتب العام لوزارة الفلاحة الهندية ، فإنه إذا كان إنتاج الارز والحبوب قد شهد ارتفاعا في السنوات الأخيرة، فإن المردودية المتدنية لزراعة البقوليات ،المصدر الرئيسي من البروتينات بالنسبة لقسم كبير من المواطنين الهنود ،أضحى” مصدر قلق ” سواء بالنسبة لاصحاب القرار السياسي أو الخبراء الفلاحيين بالهند .

ونوه بالعمل الذي تقوم به مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة المهنيين الفلاحيين بالهند من أجل مقاربة مندمجة تهدف لدعم المزارعين الصغار والرفع من انتاجهم وضمان ولوجهم للسوق.

وفي الاتجاه ذاته قال ممثل الحكومة المحلية لكارناتاكا، إن هذا المشروع “الناجح يمكن أن يقدم كنموذج ليس فقط بالنسبة لباقي الهند ولكن أيضا بالنسبة لمناطق أخرى”.

وذكر أنه من أصل 138 مليون فلاح بالهند ،فإن 117 مليون يعدون من صغار ومتوسطي الفلاحين ،مما يبرز أهمية مثل هذه المشاريع المندمجة في حالة تعميمها .

وحرص سفير المغرب بنيودلهي العربي رفوح عل التأكيد بهذا الصدد ، أنه وبالإضافة الخبرة والتكنولوجيا ،فإن الرباط ونيودلهي يقدمان ،عبر هذا النوع من المبادرات المشتركة،نموذجا جيدا للانخراط في تحسين ظروف عيش الفلاحين و،بالنهاية تحقيق الامن الغذائي للبلدين .

ت/ ح ف بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *