” ندرة المياه بآشتوكة بين الإشكال والحل وآنتظارات الفلاح ”

هشام ضفير

    بقلم :  هشام ضفير

 

      ندرة المياه بآشتوكة بين الإشكال والحل وآنتظارات الفلاح

    

      ****************************

      

 

 

يعد إقليم آشتوكة أيت باها من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب وأنشطها على الإطلاق من حيت  الأنشطة الفلاحية الممارسة ؛ إذ يتميز بمؤهلات جعلت منه قطبا إستثماريا مغريا يجذب المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة  من كل حدب وصوب من داخل الوطن ومن خارجه؛ لآستغلال ما تزخر به المنطقة  من مساحات شاسعة من الآراضي الخصبة ووفرة المياه ومناخ ملائم ، وهو ماجعلها مرتعا للممارسة مختلف المشاريع الزراعية التي تتوافق مع طبيعة المكان .

شهدت المنطقة خاصة القسم الشمالي الغربي للإقليم وبالتحديد الجماعات القروية لسيدي بيبي وخميس أيت عميرة وجماعة إنشادن وبلفاع إضافة إلى عاصمة الإقليم بيوڭرى وتخومها ؛زحفا جارفا وآنتشارا كبيرا ومتزايدا منذ مطلع الألفية الثالثة ،حيث تحولت جل الأراضي والتي كانت من قبل تستغل  من طرف سكان المنطقة في الرعي و ممارسة زراعاتهم الخريفية خاصة  زراعة الحبوب ؛  إلى ضيعات عصرية على مد البصر غيرت الطابع المحلي وحولته إلى نقطة جذب إقتصادية هامة تستقطب أفواج هامة من اليد العاملة ، والتي تتوافد من مختلف جهات وأقاليم المغرب .

قد يلاحظ الكثيرون من المهتمين أن هذه الضيعات المنتشرة في كل مكان قدمت حلولا لمجموعة من المشاكل والإنشغالات وغيرت من أحوال الناس المعيشية  وحسنت  نوعا من الوضع الإقتصادي للبلد ؛

لكن ما لا يلاحظه البعض أن الفلاحين يعانون الأمرين مع مشكل عويص وكبير جدا وهو نضوب الآبار بفعل نذرة وتباعد مستوى الفرشة المائية بشكل مخيف ومقلق للغاية يهدد مستقبل مشاريعهم وأنشطتهم الضخمة بالفناء والزوال ومستقبل الآلاف من العائلات التي تشتغل بالقطاع بالتشرد .

قد  يتسائل سائل عن العوامل المسببة لنذرة المياه وعن الحلول الممكنة الكفيلة بحلحلة هذا المشكل؛

فمن خلال معلوماتنا المتواضعة وبحكم آهتمامنا بالقطاع وآنتمائنا للقطاع  يمكننا أن نلخص هذه العوامل  والأسباب في النقاط التالية على أن نتتطق للحلول فيما تبقى من سطور في هذا المقال الذي نأمل فيه أن يحرك ولو القليل من غيرة المهمتين على المنطقة وبقطاعها الفلاحي بشكل عام :

* توالي وتعاقب سنوات الجفاف على المنطقة ؛

* تزايد الضغط على آستغلال المياه الجوفية ،

* غياب الوعي بأهمية المحافظة والإقتصاد في آستعمال المياه ،

* سوء تدبير استغلال المياه ،

 *غياب التخطيط الإستراتيجي في الميدان ،

* ضعف أو غياب  برامج التأطير  وإرشاد الفلاح بالطرق العلمية الجديدة لآستغلال المياه .

من خلال هذه العوامل المطروحة يمكن آستخلاص ثلة أو مجموعة من الحلول  العملية الكفيلة بتجاوز المشكل الراهن ، والذي يتعايش معه الفلاحون بشكل يومي ويسارعون الزمن من أجل البحث عن بدائل تقيهم وتبعدهم عن شبح تعليق أنشطتهم ؛

فكم من ضيعة أقفلت وأوصدت أبوابها وسرحت عمالها ؛ ورفعت راية الافلاس والإستسلام للواقع ؛ وهناك أيضا من حولت أنشطتها باتجاه مناطق أخرى بديلة  كالداخلة ونواحيها  والتي باتت الوجهة المفضلة  لمجموعة  من المستثمرين الكبار خاصة الأجانب.

بلا شك أن الفلاحة مرتبطة بالدرجة الأولى بالماء ، فعلينا إن ردنا  ضمان الإستمرار أن ندفع ضريبة العمل بشكل جاد ومسؤول  ، ونستيقظ  من غفلتنا وسباتنا العميق ، ونصحح هفواتنا وننهض من كبواتنا بعزيمة وإرادة قوية ، نسخر فيها جميع الإمكانيات والطاقات ونطرق جميع الأبواب ونشق كل السبل والطرق الممكنة ،ونبحث عن حبل مثين للنجاة ينقدنا من الغرق والوقوع في الكارثة ؛ فثكلفة النجاح سوف تكون بلا أدنى شك باهظة الثمن ولا مفر من ذلك وعلينا أن نتقبل ونؤمن بذلك إن أردنا حقا الوصول بسفينة فلاحتنا إلى بر الأمان بسلام .

فالأمن الغدائي  كما هو معلوم لن يتحقق إلا عن طريق الفلاحة والتي هي مصدر الغداء . فيا ثرى كيف يمكننا حل الإشكالية  والظاهرة  وإيجاد تفسير منطقي لها والتي تجتاح منطقتنا بصمت ، وهل من منهج  وطريق آمن نسلك للوصول إلى الهدف ؟

بالطبع كل الطرق تؤدي إلى الحل وإن تعددت شعابها ومسالكها ؛ فما من داء إلا وأنزل معه الله الدواء ؛ أعتقد جازما أن الحلول كثيرة وإنن تفرعت وتعددت  لكننا يمكننا آختصارها واختزالها فيما يلي:

 * كثرة الدعاء والإستغفار لله سبحانه وتعالى ،

* عدم الإستسلام للواقع ،

* العقلنة والتدبير السليم في استغلال المياه،

* تغطية الأحواض المخصصة لتخزين المياه بالضيعات للحماية والتقليل من نسبة التبخر ،

* ضرورة اللجوء إلى التقنيات الحديثة  المساهمة في اقتصاد آستهلاك المياه ،

* صيانة أجهزة الضخ ومعدات توزيع المياه بالضيعات ،

* ضرورة  نهج سياسة  تشييد سدود إضافية ،

* تفعيل دور وسائل الإعلام والتواصل  بالقيام بحملات تحسيسية توعوية ،

* إرشاد الفلاح ميدانيا وتوجيهه بنصائح نظرية وتطبقية موازية .

هذه الحلول مجرد غيض من فيض أخرى قد تصنع الفرق وتسدد الخطى نحو المطلوب والمرغوب ، ويبقىن  كل الأمل من الله سبحانه راجين منه أن ينزل علينا المطر ويغثنا من عنده غيثا نافعا غير ضار ينتفع به العباد والبلاد وتتحسن به زراعتنا إنشاء الله .،

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *