تونس:رئيس وزراء تونس يسعى لحل مشاكل زراعة إفريقيا

البوابة العربية لأخبار الفلاحة

دعا رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، إلى وضع استراتيجيات وطنية محكمة وإقامة تعاون وثيق في مجال تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأفريقية بهدف التصدي للعراقيل والمشاكل التي من شأنها أن تحد من تطوّر القطاع الفلاحي (الزراعي) في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم الخميس لدى افتتاحه أعمال الدورة الـ 28 من المؤتمر الأفريقي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والذي بدأت جلساته التحضيرية منذ الاثنين الماضي ويستمر حتى غدٍ الجمعة.

وصنّف جمعة القطاع الفلاحي في بلده ضمن القطاعات الصغرى، التي يغلب عليها الطابع العائلي، قائلا: “على غرار بعض بلدان أفريقيا تبقى الفلاحة في تونس بالأساس فلاحة صغرى حيث إن الأراضي الفلاحية المستغلة التي تقل مساحتها عن 20 هكتارًا (الهيكتار الواحد يساوي ألف متر مربع) تمثّل 87 بالمائة من مجموع الأراضي الفلاحية المستعمل”.

واعتبر رئيس الحكومة التونسي أن أهم العراقيل التي من الممكن أن تحد من تطور الفلاحة في الدول الأفريقية تنحصر في ضعف المردودية، وسوء التحكّم في تقنيات الإنتاج ومحدودية الاستثمارات، داعيًا إلى ضرورة ترشيد استغلال الموارد الطبيعية لضمان ديمومتها.

وفي سياق متصل، أعلن جمعة عن جملة من القرارات التي من شأنها أن تشجّع الشباب على تعاطي الأنشطة الفلاحية وتطوير القطاع الفلاحي في تون لما يوفره القطاع من موارد غذائية وفرص شغل، مؤكدًا أن الشباب يمثّل ركيزة أساسية للمجتمع التونسي وضمانة لتواصل القطاع الزراعي وتطوره في العقود المقبلة.

وتتمثل أهم الحوافز التي أعلن عنها جمعة أساسا في تمكين الشباب والمهندسين من الحصول على قروض عقارية بشروط ميسرة بهدف اقتناء أراضٍ زراعية واستغلالها وتنميتها.

كما حثّ رئيس الحكومة التونسية على ضرورة تحسين الظروف المعيشية في المناطق الريفية ومزيد من تبسيط إجراءات التراخيص الإدارية بهدف مصالحة الشباب التونسي مع القطاعات الزراعية وتشجيعه للنشاط فيها.

وأشاد مهدي جمعة بوعي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بالمشاكل الحقيقية التي تواجه الفلاحة التونسية والتي تتطلب تجنيد كل الطاقات وتضافر مختلف الجهود حتى تتمكّن تونس من تحقيق أمنها الغذائي واكتفائها الذاتي.

ولفت إلى الأهمية الكبرى التي يوليها قادة الدول الأفريقية لتطوير السياسات المساعدة على تحقيق الأمن الغذائي وتدعيمه بالمنطقة وذلك ظهر بإعلانهم 2014 عامًا للزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا.

وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال وزير الفلاحة التونس، الأسعد الأشعل، إن الدورة الـ 28 من المؤتمر الأفريقي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة تشهد مشاركة نحو 50 دولة أفريقية من بينها التشاد ومالي وموريتانيا ومصر والجزائر والمغرب وحوالي 300 خبير دولي في المجال الفلاحي إلى جانب كبار المسؤولين بالمنظمة “الفاو” وممثلين عن المجتمع المدني ذوي الاهتمامات الفلاحية.

وأوضح أن المؤتمر هدفه توعية الشباب التونسي بأهمية الأنشطة الفلاحية وفرص العمل المتاحة.

وتحتضن العاصمة تونس بداية من الإثنين الماضي ويستمر حتى غد الجمعة أشغال المؤتمر تحت شعار “الشباب الأفريقي في مجال الزراعة والتنمية المستدامة” وذلك بعد أن تم خلال الدورة السابقة المنعقدة سنة 2012 ، اختيارها لتكون عاصمة للفلاحة الأفريقية.
وبحسب وزارة الفلاحة التونسية، فإن مساحة الأراضي الفلاحية في تونس نحو 10,5 مليون هكتار (أي 65% من المساحة الجملية للبلاد) منها 5 ملايين هكتار قابلة للزراعة والباقي غابات ومراعٍ.

وترتبط الفلاحة التونسية بالمناخ المتوسطي الذي يتميّز بعدم انتظام هطول الأمطار وطول المواسم الجافة حيث تتراوح كميات الأمطار بين 1200 و 1500 مليمتر بأقصى الشمال وأقل من 50 مليمتر بالجنوب وأكثر من ثلثي التراب التونسي يوجد بالمناطق الجافة والصحراوية.

وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية، يساهم القطاع الفلاحي بنسبة 8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ الصادرات الفلاحية 9.7 بالمائة من صادرات البلاد، ويساهم بنسبة 8 بالمائة من جملة الاستثمارات في الاقتصاد الوطني.
المصدر: assabeel.ne

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *