التساقطات المطرية وتأثيرها على الفلاحة نعمة في طياتها نقمة

بقلم :هشام ضفير

هشام ضفير
هشام ضفير

بعد طول آنتظار أخيرا استبشر الفلاحون خيرا بقدوم التساقطات المطرية، والتي أتت مبددة  كل المخاوف من تداعيات تأخرها على محاصيلهم الزراعية خصوصا الفئة التي باشرت عملية الحرث مبكرا؛

هذه التساقطات بالرغم من تأخرها بعض الشيء مقارنة بالموسم الماضي فإنها ستؤثر بلا أدنى شك  وستنعكس إيجابا على المزروعات الخريفية كالحبوب والقطاني وستساهم في تغدية الفرشة المائية الباطنية ؛إضافة إلى الزيادة و تحسين نسبة إمتلاء السدود .

أكيد أن لا فلاحة بدون مطر فإن أقلعت السماء وجفت الأرض فإن الفلاح سيقهر وسيقف عاجزا القيام بأي نشاط يسترزق منه لينفق على نفسه وعياله ويفيد به بلده؛

وحتي لا نتيه ونخرج عن إطار الموضوع دعونا نعد إلى مايهم ؛

عندما تتهاطل أمطار الخير هناك إجرء ات لابد للفلاحين والمزارعين أن يتقيدو بها ويأخدوها بعين الإعتبار وذلك لضمان مردودية للإنتاج وجودة المحاصيل ؛وهي كما سنلخصها في النقط التالية :

* إستعمال بذور مختارة

*إستعمال الأسمدة المناسبة لنوع التربة

* القيام بتحاليل للتربة كل موسم

*إستعمال المبيدات غير المضرة بالمجال البيئي

* إسثشارة الخبراء والتقنيين في جميع مراحل الإنتاج ضمانا لسلامة المزروعات من الآفات والأمراض وغيرها.

فإذا كانت التساقطات المطرية نعمة عظيمة على الفلاحين فإنها أحيانا تعتبر نقمة غير مرغوب فيها عند بعض الفلاحيين خاصة أولائك الذين يستغلون البيوت المغطات في أنشطتهم كزراعة الطماطم مثلا بحيث كثيرا ما تأتي مصطحبة معها الكثير من المشاكل خاصة الأمراض الموسمية والتي تستعصي السيطرة عليها إن لم ترسم خطة آستباقية ناجعة وتنهج سياسة دفاعية ووقائية .

فمن أهم الآفات التي تنتشر في مثل هذه الظروف نذكر على سبيل المثال لا للحصر مرض (( الملديو )) الخبيث والذي يصيب محصول الطماطم بشكل مخيف ومثير ؛ فهو يصنف من ضمن أخطر الأمراض بحكم درجة انتشاره وتأثيره السريع على النبتة بكل مكوناتها خاصة الأوراق والثمار في حالته المتقدمة ؛ فكثيرا ما يخلق المشاكل بالنسبة للتقنيين والخبراء في هذا الميدان ويجعلهم بين مطرقة المسؤولية وسندان العقاب في حالة الفشل في المهمة ،

لكن يبقى أساس النجاة من هذه الآفات والمشاكل المرتبطة بظروف الإنتاج خاصة المناخية ،تضافر جهود كل المساهمين في سلسلة الإنتاج من أرباب المقاولات؛ مهندسين وتقنيين أصحاب الإختصاص ،مسؤوليين وخبراء ؛الوزارة الوصية على القطاع وذلك بنهجها مقاربة تشاركية تجمع فيها جميع المهتمين والفعاليات في حوار بناء يعطي الحلول لمجوعة من المشاكل التي يعرفها القطاع ،وذلك باعتماد مبادئ علمية بتشجيع البحت العلمي وتطوير المكتسبات السابقة لتحقيق الأهداف والنتائج المرجوة  ، وضمان مستقبل فلاحي واعد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *